من قائد عسكري إلى الطلبة من جبال الجزائر في 8 مارس 1958 الولاية الثالثة............................. اخواني الطلبة: إن خدمة الوطن هي الصعيد الوحيد الذي يجتمع فيه كل الجزائريين وأنتم الطلبة الذين تعيشون في المدن وتزاولون تعليمكم في الجامعات والمدارس الثانوية تشعرون أن كل شيء في الجزائر تصعد منه رائحة للثورة، الأمر الذي يدعوكم إلى التفكير دوما في واجبكم. إن عملكم اليوم متوقف على يقظتكم المتواصلة التي لا تسمح لكم بالابتعاد والغفلة عن القضية الجزائرية. إن أعمالكم وحركاتكم وسيركم، يجب أن تدل على أنكم المكافحون في أي مكان كنتم، كما أنه من الواجب عليكم أيها الأخوة ألا تنسوا أن عددا كبيرا من زملائكم بالأمس يواجهون نار العدو في الجبال الجزائرية. وأنتم أيضا تكافحون وستكافحون من أجل وطنكم لأن الكفاح في خدمة الوطن بجميع الوسائل وفي جميع الحالات، ولكن كفاحكم أنتم أيها الطلبة يتوقف بصفة خاصة على نواياكم الطاهرة وعلى شعوركم بوجودكم كجزائريين. إن الجزائر في حاجة إلى كافة أبنائها ليكملوا الثورة السياسية التي ستحرر الشعب من الاستعمار. والثورة تتطلب عناصر قادرة على مباشرة شؤونها، شاعرة بمسؤولتيها، متيقظة لمصلحة الجزائر، ولمصلحة المواطنين الجزائريين. إنكم أيها الطلبة الجزائريون يتعين عليكم ألا تنسوا أن اخوانا لكم عديدين قد سقطوا في ميدان الشرف من أجل انقاذ شعبنا الذي مازال يئن تحت وطأة الظلم والوحشية المنحطة. إنكم أيها الطلبة يجب عليكم أن تبرهنوا للعالم أجمع أكثر من أي وقت مضى أن أعمالكم التي لا تنفصل عن الثورة ليست شيئا يستهان به. إن كافة الجزائريين يتكتلون في شعور واحد وفي قوة واحدة. وفي وثيقة واحدة من أجل الجزائر حرة ديمقراطية الصاغ الثاني"عميروش" عن مجلس الولاية المجاهد : العدد 23، 7ماي1958،ص 333................................................ نداء الإضراب أيها الشعب الجزائري إن كفاحك البطولي يرجع عهده إلى سنة 1830. إن الاستعمار الفرنسي يحاول منذ مائة وسبعة وعشرين عاما أن يبيدك ويسحق شخصيتك ويقضي على عزتك ولكن دون جدوى .إن الاستعمار الفرنسي ظل مائة وسبعة وعشرين عاما يقتل ويسحق ويعذب خيرة أبنائك الأبرار . إن الاستعمار الفرنسي جعل من جزائرنا طيلة مائة وسبعة وعشرين عاما ، موطن البؤس والرعب والخنق والكبت . لقد بقيت طيلة هذه المدة مائة وسبعة وعشرين عاما رافعا لواء الكفاح ، لواء الجزائر المكافحة المجاهدة لواء جنود الأمير عبد القادر ، لواء ثوار بني سناسن ، وأولاد سيدي الشيخ والمقراني ، وأبطال جبال أوراس 1916-1926 ، وضحايا سطيف و قالمة وخراطة وشهداء سيدي علي بوناب ولواء جيش التحرير الوطني منذ أول نوفمبر 1954. أيها الشعب الجزائري،. إن القيادة العليا لجيش التحرير الوطني الجزائري ، التي هي مرشدك في النضال ، والتي تعوزها ثقتك المطلقة بها ، ترسل إليك هذا النداء لتنفيذ إضراب شامل لمدة ثمانية أيام ، في كامل التراب الوطني ، إن واجبكم هو أن تستعدوا للقيام بهذا الإضراب الثوري العظيم في إجماع كامل ، ووحدة لا انفصام لها وأن من واجبكم أن تساعدوا بعضكم بعضا في هذا الإضراب . وأنكم لتجعلون جميعا من هذا الإضراب ظاهرة شعبية تشمل طول البلاد وعرضها من تبسة إلى مغنية . ومن الساحل البحري الى الصحراء الكبرى. يا أبناء الأمة الجزائرية ، من عمال وفلاحين وتجار وموظفين وطلبة وتلامذة . رجالا ونساء وأطفالا ، إنكم ستبعثونها صرخة مدوية في وجه الاستعمار ، صرخة تنبعث من أعماق ثورتنا العظيمة عندما تنفذون إضرابكم التاريخي الأكبر، وأن القيادة العليا لجبهة وجيش التحرير الوطني الجزائري توصيكم بجمع حاجياتكم لهذه المدة أعينوا بعضكم بعضا ، شيدوا بناء الأمة الجزائرية الحرة المستقلة بالكفاح والتضامن. أيها الجزائريون ، أيتها الجزائريات، إن نجاح هذا الإضراب سيكون معناه أمام العالم أنكم تعتبرون وفد جبهة وجيش التحرير الوطني هو المتكلم الأوحد للشعب الجزائري المناضل . إن تنفيذكم للإضراب الثوري العظيم بما فيه من نصب الكمائن في الطرقات ومن التخريب والاشتباكات الهجومات على المدن والمراكز العسكرية سوف يكون الخطوة الحاسمة في سبيل النصر الأخير. أيها الشعب الجزائري. لتقف صفا واحدا متراصا وراء جيشك الفتي ، وجبهتك العتيدة . لينجح إضرابك العظيم ، العزة للأبطال والمجد للشهداء. يحيا جيش وجبهة التحرير الوطني ، تحيا الجزائر حرة مستقلة جريدة المجاهد اللسان المركزي لجبهة التحرير الوطني العدد،2،ص41.