الكتابة التاريخية عملية متجددة بتجدد الرؤى والأطروحات، وبمدى ما استجد من وثائق وشهادات، وفي ظل الاستعصاءات الّتي اكتنفت كتابة تاريخ الجزائر الّذي خضع لأقلام المدرسة الكولونيالية في الفترة الاستعمارية، وإلى الترحيل القسري للأرشيف الّذي يمثل مخزون المعطيات المتصلة بالتاريخ الوطني، وأمام شح الوثائق المحلية الّتي أجهز عليها جيش الاحتلال. فإنّ وزارة المجاهدين وذوي الحقوق إدراكا منها بأهمية العناية بشهادات الّذين عاصروا وممّن صنعوا فترة الحركة الوطنية والثورة التحريرية فإنها سعت منذ وقت مبكر إلى تبني مشروع تسجيل الشهادات الحية ضمن الأشرطة السمعية البصرية، وحققت كمًا هائلا من الشهادات الّتي تعتبر اليوم رصيدا من المادة التاريخية الّتي تنتظر عمل الباحثين والمؤرخين من أجل غربلتها وتصفيفها ونقدها واستغلالها بصفتها رافدا يكتسي أهمية استراتيجية في إعادة كتابة التاريخ الوطني وإنعاش الذاكرة الوطنية وبكونها نصا تاريخيا استجد بفعل تطور التكنولوجيا والإعلام وهو يمثل حجر الزاوية فيما أخذ اليوم مصطلح الهيستوغرافيا. إنّ الرصيد السمعي البصري للحركة الوطنية الجزائرية وثورة أول نوفمبر 1954 يمثل نصا إعلاميا مركبا من الصورة والصوت والكتابة والموسيقى والألوان والايماءات السيميائية والفنية، ويمثل ضمن هذا السياق أداة معاصرة مازالت قيد التجربة في التعامل معها وتوظيفها وهي تستحق عملا تقييميا يكشف عن مستوى صدقيتها في كتابة التاريخ. ولذلك فإن اليومين الدراسين يستهدفان إماطة اللثام عن طبيعة وحجم وقيمة المادة التاريخية الّتي تتضمنها الأشرطة السمعية البصرية ومحاولة إخضاعها للتقييم العلمي بالاحصاء والاستغلال المنهجي وعرض تجارب عن نماذج في هذا المضمارــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــانقر على الصورة لتحميل قائمة الأساتذة المشاركين والورشات العلمية حسب المحاور.