أدت المرأة دورًا محوريًا في نهضة المجتمعات القديمة والحديثة وأثبتت من خلال هذا الدور قدرتها على التغيير الإيجابي في تلك المجتمعات، فحضورها اللافت في مختلف جوانب الحياة وإصرارها على الوقوف بجانب الرجل ومساندتها له دليل على كونها عنصرًا أساسيًا في إحداث عملية التغيير في المجتمع.............وقد أدركت المرأة الجزائرية عبر تاريخها الطويل قداسة دورها في الحياة فكانت مضرب المثل في الالتزام والبطولة من اجل الدفاع عن قيم وأخلاق مجتمعها ، ومثلت نموذجا مشرفا في النضال والتضحية بكل غال ونفيس في سبيل رفعة الوطن وسيادته فهي قد ورثت العزة والكرامة كابرا عن كابر ، وأورثتها للأجيال جيلا بعد جيل فكانت بذلك الاسمنت الذي حافظ على تماسك المجتمع في زمن الاستدمار. الفرنسي، ووقفت بكل عزم وحزم في مواجهة كل محاولات المساس بهوية الأمة الجزائرية وعراقتها بصفتها حاضنة وعاملة ومقاومة ثم مناضلة ومجاهدة في معركة التحرير الوطني ...............إنّ دور المرأة الجزائرية الّتي رافقت شقيقها الرجل في رحلة الكفاح، يبقى متخفيا في مساحات الظل، مع أن الكثيرات لمعت أسماؤهن في سماء التاريخ الوطني ، و انتجت امثال المقاومة لالة فاطمة نسومر و الشهيدات حسيبة بن بوعلي ومليكة قايد وفضيلة سعدان ومريم بوعتورة...، والمجاهدات الجميلات الثلاث كما يطلق عليهن : جميلة بوحيرد ، وجميلة بوعزة ، وجميلة بوباشا..............أصبحت المرأة في أغلب الدول تشكل قوة ديناميكية داعمة للتطور والتحول في المجتمع وقد واكبت المرأة الجزائرية لمسار التغيير بعد الاستقلال ومثلت صورة عاكسة لدورها ومساهمتها في الماضي، اذ اقتحـمت مختلــف المياديــن وجـــسدت اداء لافتا في عملية التغيير كفاعل في مشروع التنمية وكمعبر عن طموحات المرآة العربية في نضالها من اجل افتكاك الحقوق، لاسيما مع تطور سياسات وتشريعات الدول العربية الحديثة وتأثيرها على واقع النساء في المنطقة ودور الحركات والتيارات النسوية العربية في التأثير على واقع ونهضة المرأة العربية................... انطلاقا من هذه التجربة الرائدة توالت مبادرات الدولة من خلال سياساتها العمومية بعد الاستقلال الوطني لتمكين المرأة من الاضطلاع بدورها المحوري في مسار التطوير والبناء الوطني كرقم فاعل في مختلف المجالات والتخصصات. وعليه تعتزم وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة و وزارة المجاهدين وذوي الحقوق تنظيم ملتقى دولي بعنوان: " نضال المرأة الجزائرية من ثورة التحرير إلى مسيرة التعمير".