يشكّل تاريخ 27 ماي 1941 حدثا مأساويا في سجّل المسيرة النضالية للشعب الجزائري وكفاحه المرير ضد أعتى قوة استعمارية، لأنه يتزامن مع تاريخ إعدام محمد بوراس مؤسّس الكشافة الإسلامية الجزائرية رميا بالرصاص. ورغم استشهاده واصلت عناصرها الوطنية السير على نهج مؤسّسها، وتمسّكت بمبادئها ومطالبها إلى غاية استرجاع السيادة الوطنية.
وتخليدا لذكرى استشهاده، يحيي عمداء ورواد الكشافة الإسلامية الجزائرية منذ سنة 1972 ذكرى إعدامه ترحما على روحه الطاهرة وتقديرا لتضحياته من أجل تحرير الجزائر. وتنويها بالأدوار النضالية للعناصر الكشفية في الحركة الوطنية والثورة التحريرية بعد استشهاد مؤسّسها، ومرافقتها المتميّزة للنشء وحمايته وتوجيهه توجيها سليما في المجتمع قبل وبعد استقلال الجزائر، وبموجب مرسوم رئاسي صادر في 16 رمضـان 1442 هـ الموافق لـ 28 أفريل 2021 تمّ ترسيم ولأول مرة تاريخ 27 ماي يوما وطنيا للكشافة الإسلامية الجزائرية، تجسيدا لإرادة الدولة في الحفاظ على الذاكرة الوطنية، وفي تطوير هذه الحركة وتعزيز دورها التربوي في المجتمع.
وفي هذا السياق لا يفوتنا التعريف بمؤسّس الكشافة الإسلامية الجزائرية الذي ساهم من خلال نشاطه الدؤوب في غرس الروح الوطنية وإنماء الوعي السياسي في أوساط الشباب الجزائري وإيقاظ حسهم الوطني.
مولد ونشأة محمد بوراس:
من مـواليد 26 فيفـري 1908 بـحي العناصر بمدينة مليانة، ترعرع في كنـف عائلة فقيرة. بدأ تعليمه الأول بحفظ القرآن الكريم وتـعاليم الدـين الإسلامي. وزيادة على تعليمه العربي بمدرسة الفلاح، التحق في نفس الـوقت بالمدرسة الابـتدائية الفرنسية "موبورجي" بمسقط رأسه، ولم يسعفه الحظ لمواصلة تعليـمه الـذي كان حِكرًا على المستوطنين. بعد وفـاة والده تحمّل مسؤولية رعاية إخـوانه، واضطر للعمل في منجم زكّار (بمليانة)، بـعدها انتـقل إلى الجـزائر العاصمة وعـمل بمـطحنة الحـبوب بالحـراش (Maison Carré) كمحاسب، واجتاز مسابقة توظيف كاتب على الآلة الراقنة بالأميرالية (Amirauté d’Alger) وتحصّل على هذه الوظيفة بجدارة واستحقاق أمام مرشحين فرنسيين.
عُرف بخصاله الحميدة وقوة شخصيته وتمسكّه بتعاليم الدين الحنيف، كما تميّز بالفطنة والذكاء. ورغم التزاماته العائلية (متزوج وأب لعدة أطفال) إلا أنه كان مواظبا على الدروس المسائية بمدرسة الشبيبة لتعلّم اللغة العربية. وزيادة على تدرّبه على الرماية (الرمي بالبندقية)، كان شغوفا أيضا بممارسة النشاط الرياضي بصفته عضوا بجمعية رياضية لكرة القـدم بمسقط رأسه، ثم لاعبا في فـريق كـرة القـدم بالجزائر العاصمة "نادي مولودية الجزائر" Mouloudia Club d’Alger (M.C.A) في جناح أيسر ، كما كان مولعا أيضا بممارسة السباحة، وتمّ مكافئته بوسام الاستحقاق بعد إنقاذه لعدة جزائريين وأوروبيين من الغرق ومنهم ابنة أميرال فرنسي.
استغل محمد بوراس فترة استقراره بالجزائر العاصمة ليندمج في الحركة الوطنية السياسية، حيث ناضل في صفوف نجم شمال إفريقيا، وكان كثير التردّد على نادي الترقي الذي أسّسته جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الكائن مقرّه بساحة الشهداء اليوم، مما سمح له أن يكون على اتصال مستمر بالوطنيين أبرزهم رواد الحركة الإصلاحية وعلى رأسهم عبد الحميد بن باديس والطيب العقبي... الخ.
عُرف بفكره المناوئ للاستعمار الفرنسي من خلال مشاركته في عدة مظاهرات شعبية مندّدة بسياسة المستعمر المناهضة للهوية الجزائرية الإسلامية، واعتراضها على إلقاء الدروس والمواعظ من قبل الإصلاحيين في المساجد، وتماديها في غلق المدارس العربية ومنع التعليم العربي الحر بها.
تأسيس الكشافة الإسلامية الجزائرية:
دفعت العروض الاستفزازية للسلطات الاستعمارية الفرنسية أثناء الاحتفالات المخلّدة للذكرى المئوية لاحتلال الجزائر عام 1930 أقيمت بحي الثغريين (موقع نزل الأوراسي حاليا)، بالوطنيين إلى التفكير الجدي لتأسيس حركة كشفية جزائرية مستقلة عن الكشافة الفرنسية، حفاظا على الشـخصية الـوطــنية الجـزائرية ولاسـتقطاب أبـناء الجـزائريين المنخرطـين في التـنـظيمات الكـشفية الفرنسية الـتي يعــود تـأسـيسها إلى الثـلاثيـنات من القرن الماضي.
وتجسيدا لهذه المبادرة اتفق محمد بوراس رفقة صديقه الحميم صادق الفول على رفع التحدي والشروع في تشكيل أول فوج كشفي جزائري "ابن خلدون" بمدينة مليانة سنة 1930، لا يتجاوز عشرة عناصر. إلا أن هذا الفوج عرف عدة مشاكل مع الإدارة الفرنسية خاصة بعدما فرضت انضمام بعض الأوروبيين واليهود في صفوفه لاستخدامهم كجواسيس، لذا قرّر محد بوراس تأسيس فوج كشفي آخر عام 1934 أسماه "الفلاح" بقلب القصبة (الجزائر العاصمة) يضم ثمانية عناصر، وأعدّ قانونه الأساسي وقدّمه لولاية الجزائر (Préfecture d’Alger) بتاريخ 16 أفريل 1936 وتحصّل على تصريح إداري يوم 5 جوان 1936 تحت رقم 2458.
بعد تأسيس عدة أفواج كشفية في العديد من مناطق الوطن منها، "الرجاء" و"الصباح" بقسنطينة، "الفلاح" بمستغانم عام (1936)، "القطب" بالجزائر العاصمة (1937)، "الحياة" بسطيف، "الهلال" بتيزي وزو "الرجاء" بباتنة عام (1938)، "النجوم" بقالمة (1939) وغيرها من الأفواج، فكّر محمد بوراس في توحيدها في اتجاه وطني واحد والتنسيق بين نشاطاتها. ولتحقيق ذلك أعدّ قانونا أساسيا عرضه على السلطات الفرنسية للمصادقة عليه، لكنها رفضته لما فيه من طابع مميز للشخصية الجزائرية، وتكوينها شبه عسكري.
ولما تولّت الجبهة الشعبية الحكم في فرنسا، قدّم محمد بوراس للمرة الثانية مشروع قانون جامعة الكشافة الإسلامية الجزائرية وحظي بالموافقة، وتم تشكيل لجنة مُديرة له على رأسها محمد بوراس وأعضاء آخرين. وسعيا لتوحيد الأفواج الكشفية الجزائرية المنتشرة في ربوع الوطن والتنسيق بين نشاطاتها وطرق عملـها، وجّـه محمد بوراس نداء لمؤسّسيها من أجل تنظيم تجمّع كشفي في جويلية 1939 بالحراش - الجزائر العاصمة- تحت الرئاسة الشرفية لرئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين "الشيخ عبد الحميد بن باديس"، وكان شعاره "الإسلام ديننا، والعربية لغتنا والجزائر وطننا"، فدرس المؤتمرون أهداف الحركة وسطّروا برامج العمل المشترك، كما تم تعيين القيادة العامة التي تسند إليها مهمة تربية النشء تربية وطنية، وتوحيد القانون الكشفي والزي الكشفي والشارات وتطبيق البرامج الكشفية وتكوين المخيمات الكشفية.
ولقد حظيت الحركة الكشفية الجزائرية بمساعدة وتشجيع علماء الإصلاح في الجزائر، وبحضور أئمتها في التجمعات الكشفية، في مقدمتهم "عبد الحميد بن باديس" بقسنطينة، و"الطيب العقبي" بالجزائر العاصمة، و"البشير الإبراهيمي" في تلمسان، كما حظيت بدعم وتأييد بعض السياسيين الجزائريين منهم "فرحات عباس".
ونظرا لنشاطاتها الإصلاحية والتربوية المكثفة، واكتسابها شعبية كبيرة لتعلّق عامة الناس بها ودفع أبنائهم للانضمام في صفوفها تعرّضت لمضايقات السلطات الاستعمارية التي انتهجت سلسلة من المناورات لعرقـلة نشاطـاتها التربـوية، أخطرها على الإطلاق إعـدام مـؤسّس الكشافة الإسلامية الجزائرية "محمد بوراس" بتهمة واهـية "الخيانة والجوسسة" لصالح النازية.
استشهاد محمد بوراس:
دورها في الحركة الوطنية:
ساهمت الكشافة الإسلامية الجزائرية من خلال نشاطاتها الثقافية والتربوية المختلفة في تحفيز الهمم وإذكاء الحماس الوطني بالأناشيد الوطنية والعروض المسرحية المعبّرة عن أوضاع الجزائريين المزرية تحت نير الاستعمار. وقدّمت خدمات هادفة للنشء بتدريباتها النظامية، إذ يراها الكثير من المسيّرين "مدرسة للتكوين العسكري، وعناصرها جنود العروبة والإسلام" بجاذبية زيّها، حياة مخيّمها، ودراستها وانتهاجها للعديد من التقنيات شبه العسكرية.
وبالرغم من سياسة الخنق التي انتهجتها السلطات الاستعمارية إزاء مسيّري الكشافة الإسلامية الجزائرية وعناصرها الوطنية، ومحاولة تثبيط عزائمهم لتصدّهم عن تأدية رسالتهم التربوية وتعطيل نشاطاتهم وغلق مقراتهم، إلا أنهم أدّوا أدورا هامة في تربية النشء تربية وطنية وإعداده للمرحلة النضالية من خلال:
- نشر مبادئ الحركة الوطنية وترسيخ أفكارها في أوساط الشباب الجزائري في مختلف المناسبات والأعياد الدينية لتوجيهم توجيها سليما.
- توزيع منشورات الأحزاب الوطنية "حركة أحباب البيان والحرية" و"حزب الشعب الجزائري - حركة انتصار الحريات الديمقراطية" ، وهي في مجملها تنتقد سياسة المستعمر الفرنسي وانعكاساتها الوخيمة على وضعية الجزائريين اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا وسياسيا.
- توزيع الجرائـد الوطنية منها جـريدة "المـساواة" (Egalité) لسان حال حركة أحباب البيان والحرية لنــشر الـــوعي الوطــني.
- عــقد الاجــتماعات التكــوينيـة السرية في بيـــوت المناضلين.
- مزاولة النشاطات السرّية لحزب الشعب الجزائري - حركة انتصار الحريات الديمقراطية في المقرّات والمخيمات الكشفية أحدهما بحي الصيد (La Pêcherie) قرب ميناء الجزائر الذي اتخذ مقرا لرقنَ العدد الأوّل من جريدة "الوطني" (Le Patriote) لسان حال اللجنة الثورية للوحدة والعمل.
- استخدام مخيّم "سيدي فرج" ملجئا آمنا للمناضلين المُطاردين من طرف الشرطة الفرنسية.
- المشاركة في المظاهرات الشعبية، أبرزها مظاهرات الثامن ماي 1945 في مختلف مناطق الوطن وكانت حاضرة بزيّها الرسمي في مقدمة موكب المتظاهرين، مردّدة الأناشيد الوطنية المشبّعة بالروح الوطنية والانتماء القومي العربي. وتحدّت السلطات الأمنية الاستعمارية برفع العلم الجزائري المحظور ورفع الشعارات الوطنية، وترديد المطالب المشروعة للشعب الجزائري، المتمثّلة في الاعتراف بحقّه في الحرّية وتقرير المصير بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية والانتصار على الفاشية والنازية.
ولقد ردّت سلطات الاحتلال بمختلف قواتها الردعية على هذا التحدي بقمع المتظاهرين والتنكيل بهم، وفي مقدمتهم العناصر الكشفية التي نفذت في حقهم الإعدامات، والاعتقالات زيادة على الاختطاف بعدة مدن جزائرية: سطيف، قالمة، فج مزالة، جيجل، القالة، عنابة، البليدة ، سيدي بلعباس، تيزي وزو ، زيادة على اتخاذ قرار حلّ الكشافة الإسلامية الجزائرية وإلغاء نشاطاتها وملاحقة قيادييها وعناصرها.
- مواصلة بعض القادة الكشفيين أداء مهام تربية النشء وهم أعضاء في المنظمة السرّيةL’OS ’، ولكنّهم انسحبوا تدريجيا من الأفواج الكشفية تفرّغا للعمل السياسي السري من بينهم: حسين آيت أحمد في الفوج الكشفي بعين الحمام، باجي مختار في الفوج الكشفي بقالمة، محمد العربي بن مهيدي في الفوج الكشفي ببسكرة، ديدوش مراد في الفوج الكشفي بالمرادية - الجزائر العاصمة ، حمو بوتليليس في الفوج الكشفي بوهران، أحمد بوقرة في الفوج الكشفي بخميس مليانة، مراد بوقشورة في الفوج الكشفي ببـولوغين – الجزائر العاصمة، ذبيح الشريف في الفوج الكشفي بالمـرادية – الجـزائـر العـاصـمة، سويـداني بوجـمعــة في الفـــوج الكـشــفي بقـالمـة، محمد يوسفي في الفوج الكشفي ببلكور – الجزائر العاصمة، زيغود يوسف في الفوج الكشفي في كوندي سمندو.... الخ.
دورها خـلال الـثــورة التحريـرية:
منذ اندلاع ثورة الفاتح نوفمبر 1954 تسابقت العناصر الكشفية للالتحاق بمعاقل الثورة، فتدعّمت صفوف جيش وجبهة التحرير الوطنيين بالعناصر الواعية المدّربة على العمل والروح الانضباطية والنظام، المشبعة بالروح الوطنية العالية عن فهم واقتناع، المدركة لكل الأبعاد الثورية التحريرية، فكوّنت منهم قيادة الثورة الإطارات النضالية السياسية والعسكرية، وأثبتوا جدارتهم بمعاقل الثورة وفي المدن والقرى.
واستعان ضباط جيش التحرير الوطني بخبرة كثير من القادة الكشفيين في مجال التدريب العسكري والتلاحم القتالي والمجال الصحي لامتلاكهم خبرات في ميدان الإسعافات الأولية والإنقاذ. كما استعانت بمقراتهم الكشفية السرية، واتخذتها أماكن آمنة لعقد اجتماعات المجاهدين والمناضلين وإيوائهم، كما استعملتها مخابئ للذخيرة والأدوية.
أما عن دور العناصر الكشفية خارج الوطن، فكانت تتمتع برعاية قيادة الثورة والعمل تحت إشرافها وتُسيّر بتوجيهاتها، لذا قرّرت إرسال عناصر كشفية إلى معاهد وكليات حربية بالعديد من الدول العربية للاستفادة من التكوين العسكري تؤهلهم لخدمة قضية وطنهم، كما اتخذت قرار تكوين أفواج كشفية بكل أقسامها (جوالة، كشافة، أشبال، فتيات) بقواعد الثورة الخلفية بتونس والمغرب، والتكفل بكل احتياجاتها منها الإيواء، شراء الأزياء الرسمية، توفير النقل لمزاولة نشاطاتها الكشفية بهدف تكوين شباب أكفاء وصالحين خلقيا وروحيا واجتماعيا وسياسيا. وحرصت أيضا على تكوين الإطارات الكشفية العليا بدراسة "الشارة الخشبية" بالخارج لقيادة مخيمات تكوينية وتسليم شهادات قيادية معترف بها عالميا.
وفي إطار أدوارها الثقافية والتربوية، تعدّدت نشاطات عناصر الكشافة الإسلامية الجزائرية وتنوّعت خلال الثورة، نوجزها فيما يلي:
- تلقين الشباب خلال اللقاءات والاجتماعات دروس حول اندلاع الثورة ومستجداتها في ساحة المعارك، والتعريف بتاريخ الكشافة الإسلامية الجزائرية ومؤسّسها محمد بوراس.
- حفظ قانون الكشاف والتدريب على بعض الحركات الرياضية للعناية بالصحة والاستعداد البدني للدفاع عن النفس في حالة اعتداء محتمل.
- تعلّم واكتساب مهارات الإسعاف منها: تضميد الجروح والكسور... الخ.
- إلقاء المحاضرات والخطابات الدعائية لصالح القضية الجزائرية بالقاعات العمومية والخاصة.
- تقديم عروض مسرحية ثورية وترديد الأناشيد الوطنية في المخيمات.
- عرض أفلام هادفة يعود مردودها إلى التنظيم الكشفي.
- إصدار نشرية داخلية "جوهرة الشبل" تتضمن حكم ونصائح هادفة للنشء.
- تنظيم معارض تاريخية، عُرضت فيها أعداد من جريدة المجاهد، مناشير ومنشورات قيادة الثورة لشرح كفاح الشعب الجزائري وأهدافه.
- إصدار مجلة "الشباب الجزائري"، تضمنت مقالاتها أهمية تربية الشباب وتزويده بمعلومات حول نشأة الحركة الكشفية الجزائرية والتعريف بنشاطاتها خلال الثورة منها: تنظيم المخيمات وتسييرها، تنظيم الرحلات، وإجراء مباريات رياضية ودية... الخ.
- تنظيم مخيمات كشفية بالبلدان العربية وتوعية المشاركين في التجمعات الكشفية بعدالة القضية الجزائرية والتعريف بها.
- المشاركة المنتظمة في المهرجانات العالمية للشباب والطلبة، بحضور كشافة الدول العربية (تونس- المغرب- ليبيا، الجمهورية العربية المتحدة – لبنان، فلسطين ، العراق، الكويت، السودان، السعودية.. الخ)
- الحرص على إبراز العلم الجزائري ورفعه خلال التجمعات والرحلات الكشفية بمختلف البلدان رغم اعتراض السلطات الاستعمارية الفرنسية.
لقد خطت الكشافة الإسلامية الجزائرية صفحات ناصعة من النضال الوطني، وكانت فعلا مدرسة وطنية حقيقية لتربية النشء على حب الوطن والدفاع عنه، ولها الفضل في الحفاظ على انتماء الجزائريين للأمة العربية الإسلامية، والعمل على نشر الوعي الوطني في أوساط الشباب بكشف حقيقة المستعمر ودسائسه. وساهمت أيضا في الحفاظ على رمز السيادة الوطنية "العلم الجزائري" والتعريف به في التجمعات الكشفية العربية والأجنبية، ولقّنت أجيال الاستقلال دروسا في التضحية والنضال بعدما قدّمت قوافل من الشهداء من أجل استقلال الجزائر وسيادتها، بدءا بمؤسسها الشهيد محمد بوراس وغيره من شهداء الثورة الجزائرية. ويكفينا فخرا أن 17 من مجموعة الـ 22 التاريخية الذين فجّروا الثورة التحريرية كانوا روادًا في صفوف الكشافة الإسلامية الجزائرية.